غبت عن الكتابة فترة من الزمن، وعودتي جزء من إعادة تقييم لعلاقتي بالأشياء خلال فترة التباعد الاجتماعي.
هناك مساحات من حياتنا “أهملت”، بقصد أو بدون، وهناك خيارات ألغيت للسبب نفسه، وهناك تفاصيل دخلت للحيز الرمادي وباتت ساكنة لا نعرف دوافعنا تجاهها.
بعد كل هذا، وجدنا أن الحياة جميلة جداً، وأن الوطن والناس والشوارع والروتين نعمة، حتى تلك الصباحات التي نصادف فيها أشخاصاً لا يبتسمون كانت طيف من فرح يداعب نفوسنا متخفياً وراء قناع الانزعاج.
أول خطواتنا، هرعنا إلى الوطن، نبحث عن الأمن والسكينة في ظروف غير مستقرة، وهنا أدركنا أن هذا الوطن نعمة كبيرة اعتدنا عليها، حينما يكون لك وطن يتلمس احتياجاتك ويحافظ عليك ويسعى إلى استقرارك فأنت تعيش أفضل من غيرك.
ثم، عدنا إلى منازلنا، وهنا نعمة الأسرة، التي ربما أهملت قليلاً، لتمادي خياراتنا العملية، وأصبحنا نستكشف ملامح علاقاتنا، نتعايش مع صراخ أطفالنا، ونعيد رواية قصص ابتعدنا عنها لندرك قيمة الأسرة وأهميتها ومدى الطاقة التي تبعثها في نفوسنا
ونمضي، لنجد أن كل روتين في الحياة جميل، نفتح صور هواتفنا فنعثر على تفاصيل كانت قبل أيام لا تتجاوز كونها “عادية” التقطت في “يوم عادي”، والآن نتمنى عودتها لنعيشها بكل فرح وسعادة ونستنشق كل نسمة هواء مرت عليها.
وبعد كل ذلك، نرى عنواناً عريضاً لهذه المرحلة هو “التوقف الاجباري” لنعيد تقييم أنفسنا أولاً، ثم علاقتنا بمحيطنا، وخياراتنا الحقيقية، وفرصنا الحياتية، وربما تكون نقطة انطلاقة جديدة نحو حياة مفعمة تحقق التوازن.
أضف تعليق