تقف بنا التفاصيل عند ملامح الناس، نرى ما لا نراه أحياناً. حينما تجيد قراءة العيون سترى حكايات أصحابها. بعضهم ينتظر كلمة جميلة، وآخر سعيد، وهناك من هو موغل في «الحزن». ملامح مختلفة تحيطنا، تخفي ورائها بعض القصص، جميعها تنتظر احتياجها من الحب والسعادة.
حينما تكون في محيط تحبه، لا تبخل بكلماتك، أطلق العنان للسعادة، لا تترك اللحظات تمضي دون أن تتحدث عما تشعر به، أجعل ملامح الناس تتغير، تخجل، أو حتى لا تستطيع النظر إليك. الحب هو السعادة. لا تنظر إلى الصورة الكلية لمن حولك بل تأمل أدق التعابير على ملامحهم، وأشعر بهم حينما تقول لهم «أحبكم».
على اختلاف البشر، إلا أن احتياجاتهم النفسية تمر في نفق واحد، اقترب أكثر من واقعك. تمضي الأيام دون إحساس، نعيش وسط ركام حياة يدفعنا إلى تجاهل مشاعرنا تجاه من نحب، قد نفقدهم يوماً دون أن نقول لهم كلمة تسعدهم، أو حتى اهتمام يعبر عن مدى حبنا لهم. لن ندرك اللحظات إلا بعد مضيها، ما تعيشه اليوم قد تتذكره غداً، لذلك أدخل أعماق الفرص واستفد منها لا تمضي دون حديث يعبر عما في فؤادك.
ملامح الناس جميلة حينما ينطلق في أجسادهم هرمون السعادة. الحياة تتدفق في العروق، تبدد حكايات الحزن، تمحو كل أثر خلفته قصة حزينة، أو موقف عابر خذلهم. السعادة نتاج طبيعي للحب والسلام والاستقرار، وحينما تتبدل ظروف البشر تصبح أكثر إلحاحاً للمحيط، تطلب منه الكثير. والحب أولاً.
بالحب تصبح الحياة ممرات آمنة، تحمينا من ظروف الزمان وتقلباته، تسمو به الأنفس، تصبح أكثر صدقاً في التعاطي. القلوب آمنة، يحيطها الاستقرار، وأكثر قرباً.
في ظروف الحياة يصبح الحب هو الأكسجين، أن تحب يوماً وتعبر عن ذلك فأنت تمنح ذاتك عمراً مليئاً بالسعادة، أدخل إلى ذلك الطريق الذي يحيط به الورد وتسكنه الطيور الجميلة، لتشعر بذاتك أولاً وبالآخرين. لا تخش يوماً من ذلك، لا تتردد لحظة أن تسلك هذا الطريق، كن أنت فقط، وتخلى عن حواجزك النفسية وافتح باباً تملأ منه رئتيك بالأكسجين وترى الألوان بجمالها.
حينما يراودك الخجل، فثق أنك ترهن نفسك لحاجز غليظ، قد تتركه يوماً ويزداد غلظة وقد تحطمه وتتحرر منه. لا تتركه يتمكن من ذاتك، كن أنت أقوى، أجلب السعادة لنفسك ولمحيطك، لا تخجل من الحب، من يفعل ذلك لا يستحق أن يعيش بين الآخرين، الحب هو الوقود، وهو شريان الحياة. تعود على العيش بتفاصيل هادئة وبسيطة تتحدث فيها بلا تردد. لا تهتم إلى تلك «الأنا» التي تبعدك عن حياتك بأوهامها وتمارس عليك سلطتها، وتتركك وحيداً بلا حب ولا سعادة، ولا حتى قصة ترى فيها ذاتك. اللحظة سريعة لكن حكاياتها تدوم.