لم يمت وهو حياً في قلوبنا… لن أنسى ذلك الأمل المتجدد فيك، كنت قطرة ندى تزيل هموم الآخرين… تسعدهم وتهديهم التفاؤل، كنت الإنسان القريب دائما… ستظل قريباً مهما غبت.
يوماً ما لم تكن تأبه للزمن، ولا لمتغيراته. تنظر دائماً للجانب المشرق في كل شيء. تترفع عن كل هم وضيق وتنظر إلى الحياة بمنظار الأمل والتفاؤل والمستقبل الجميل.
في زمن غاب الأوفياء، كنت وفياً لمن حولك. وقفت يوماً جانبك، رأيت فيك ما لم أراه في أحد. قلت يوماً “الحياة تحتاج صبر” وصبرت أنت عليها كما لم يصبر أحد في زمننا وأيامنا هذه.
كنت قريباً كل القرب إلى قلوب من عرفوك. كنت نبيلاً. بل كنت مفرطاً في النبل والإنسانية، لم أسمع يوماً منك عبارة تذمر من أحد رغم كل الأحاديث التي تبادلناها. كلما استحثك على الحديث حول أمر ما، كنت تتحدث عنه بتفاؤل وإنسانية. لم تكن نبيلاً في تعاملك مع الآخرين، بل حتى في حوار وحديثك معهم. مررت سريعاً، وهكذا هم الطيبون يمرون سريعاً لكن تفاصيلهم تبقى محفورة في النفوس.
أعدت شريط الذكريات. تذكرت كيف كنت تضحك. لا تعرف المجاملة ولا التصنع، كنت تضحك فعلاً، وتنسي من حولك تفاصيلهم الرمادية، وكأنك تقول لهم أضحكوا لا شيء يستحق أبداً أن نحزن من أجله كل شيء زائل أنظروا بتفاؤل نحو كل الأمور، لا تهتموا إلى التفاصيل التي تعكر حياتكم. كنت تجذب القلوب نحوك. جذبتها بعفويتك وبساطتك وقلبك الذي لا يحمل حقداً على أحد رغم كل الظروف.
من يعرفك يا أبا خالد لم يكن يأبه لخسارة أحد، فقد كنت تعوض الآخرين، كنت أكثر محبة لهم، وكلما جارت الدنيا على أحد من حولك كنت له عوناً بعد الله عزوجل. تفاصيلك القصيرة مع الآخرين لم تكن تحمل هماً. كنت تنأى بهم عن الحديث في هموم الدنياً. كنت تحث على الضحك ولا شيء غيره، لم يكدرك زمان ولم تنقل للآخرين كدر الدنيا. تشعر الآخرين بأنك تريد أن تحمل عنهم همومهم فقط ليبتسموا وينظرون بتفاؤل وإشراق. مرضت يوماً وحملت أنت وحدك هذا الهم، حتى في مرضك لم تكن تريد لأحد أن يتكدر، وإذا مرض الآخرين أردت أن تحمل عنهم هم المرض وتدخل البسمة عليهم. نعلم أننا فقدناك جسداً لكن لم نفقد روحك وتفاصيلك النبيلة، ستظل حاضراً معنا، فكل شيء حولنا هو أنت. شاركتنا التفاصيل السعيدة فأصبحت أنت، كلما نتذكرها نتذكرك أولاً وقبل كل شيء. لن تغيب أبداً يا أبا خالد، رسمت الابتسامة على من كان قريباً منك فكيف ننسى.
رحم الله النبيل سليمان بن حسن العريني، وجعله في جنات النعيم وبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فهد القثامي
أضف تعليق