كم لدينا مثل «بسمة»

وقفت أمام الجميع وهي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، لتشرح ما عجزت عنه عقول الكبار. وقفت تتحدث بلغة المبدع المفكر الذي يحمل هم المجتمع ويسخر طاقاته لابتكار ما يضيف إلى مسيرة الوطن نحو «اقتصاد المعرفة».
بسمة وليد الشهري طالبة الأول متوسط مبتكرة نظام «ربط تقنية النانو بخطة الطوارئ في المدرسة» الذي يتلخص عمله في استشعار وجود الحريق، ومن ثم تنفيذ إجراءات الطوارئ بشكل إلكتروني بداية من فتح أبواب الطوارئ إلى ابلاغ الدفاع المدني والجهات التعليمية التابعة لها المدرسة إلى جانب تبليغ أهالي الطلبة. كل ذلك يتم بلا أي تدخل بشري، وعبر نظام إلكتروني مرتبط بتقنية «النانو».
المبدعون، مثل «بسمة» يتزايدون، في حين أن عجلة الدعم لهؤلاء بطيئة ولا تدعم الجهود الحثيثة التي تسير نحو «اقتصاد المعرفة» وما يجري في الجهات المعنية بالابتكار والابداع نظام «معقد» وغير مجد في عصر التقنية.
«بسمة الشهري» التي تجاوزت المرحلة الثانية من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع) لم يعرفها المجتمع إلا عبر الإعلام، وربما لاجتهاد شخصي، وغيرها الكثير من المبدعين الذين تحتضنهم مثل هذه التظاهرات، مع مرور الزمن تصبح ابتكاراتهم مجرد «ارشيف» أو جهد شخصي انتهى على الورق ولم ينفذ، بعدما تحملوا عناء التفكير والعمل والمشاركة في المعارض أصبح إنجازهم فقط «المشاركة» فلا دعم ولا انتاج ولا حتى تسويق للأفكار، ومثل هذه الجهود المبعثرة تتحملها الجهات المعنية بـ «الموهبة والإبداع»، ويتحملها الإعلام وجزء من المسؤولية يقع على عاتق المبدعين الذين لم يبذلوا أي جهد في التعريف بإنتاجهم.
نحتاج إلى من يدعم هذه العقول، إن لم تدعم الآن وتمنح كل ما تحتاجه لن نستطيع بناء اقتصاد معرفي في المستقبل، وسيظل دورنا فقط هامشي وورقي غير فعال، ولا يتعدى الورق. نريد مستقبل تبنيه هذه العقول نضاهي بهم بين الأمم وألا يقتصر حراكهم على معارض سنوية محلية أو دولية فالعبرة في العمل والتطوير والإنتاج.
فهد القثامي

أضف تعليق