المرأة في السعودية… مشهد جديد!

أي حوارات ستأتي لاحقاً لا بد أن تبنى بـ «حضور المرأة». أجزم أن حضورها اليوم في مجلس الشورى أولى «أسس» مشاركتها السياسية في المملكة. اليوم لا نتحدث عن مجلس الشورى بخصائصه وإنجازاته، إنما نتحدث عن تغير في «المشهد» نحو «دولة» لا تمييز فيها بين ذكر أو أنثى وكلاهما يشتركان في «البناء».
النساء أكثر فعالية في العمل من الرجال، ومجلس الشورى يحتاج إلى «العقل» و«العاطفة» إلى توازن جديد يدفع عجلته بـ«سرعة» إلى الأمام، وسنتحدث لاحقاً بعد اكتمال عقد المجلس عما وصل إليه، والحضور النسائي اليوم إلى قاعة «الشورى» يبرهن لنا قدرة القرار السياسي على التغيير الإيجابي والفعال الذي يخدم ويعزز آلية التشريع.
إلى وقت قريب، كنا نعتقد أن المرأة السعودية لن تتجاوز المهن التقليدية مثل «التعليم» و«الصحة»، وكنا نرى المشاركة في التشريع والرأي والقرار أمر محال، ومستبعد، وأولى اللبنات بدأت بتعيين امرأة نائباً لوزير التربية والتعليم، وكان المشهد يبرهن أن حضورها سيكون قادم إلى مجالات أخرى تتسم بالمسؤولية.
دعونا نتجاوز الحديث عن المرأة بـ «الثقافة السائدة» تجاهها، معظمنا يعتقد أن المرأة خط أحمر لا أحد يتجاوز عليه وهذا له علاقة وثيقة بـ «التفكير» نحوها ولا بد أن نرى الصورة بكامل إطارها الحقيقي لا أن نرى خارج الإطار ونمنح هذا الجزء المهم من منظومة البشر مساحة التفكير والعمل والمشاركة لا أن يقتصر دورها على المساندة. من المهم أن نقتنع بقدرتها على النهوض بأي مشروع له دور إيجابي بما لا يخل بالنظام المتعارف عليه.
المرأة في السعودية ينتظرها أمل جديد بمشاركة أخرى ربما تصل إلى مناصب تنفيذية إذا ما أثبتت قدرتها في مجلس الشورى وهو المحك الرئيس الذي سيبرهن مدى قدرتها على التعاطي مع النظم والقرارات والحوار التشريعي، فمكونات الشورى عميقة وتحتاج إلى قدرات من التفكير والتأمل والتعاطي الإيجابي تجاه مشاريع الأنظمة.
الصورة الذهنية تجاه المرأة وقدراتها ستبدأ رحلة الألف ميل نحو التغير الإيجابي مع ظهورها في مشهد «الشورى»، ومشاركتها العملية في إنجازات العام الجديد (2013). عليها أن تنجح في الفرصة الجديدة لتمهد الطريق نحو مشاركة أخرى تستفيد منها المملكة وتنعكس بصورة أفضل عليها، وتفتح أفقاً جديدة في التعاطي معها جزء مهم من المنظومة السياسية والاجتماعية.
فهد القثامي
*نُشر في تاريخ 2013-01-12

أضف تعليق