معظم الناس تتحكم عواطفهم في آرائهم ومواقفهم من بعض الإشكالات والقضايا، وغالباً لا يعنيهم المنطق بقدر ما يعنيهم «العُرف» وإن كان هذا العرف يخالف المنطق، فـ «مثلاً» في قضية قيادة المرأة للسيارة التي دار حولها جدل كبير وصرح بعض المشايخ بعدم وجود دليل شرعي على تحريمه إلا أن من يرفض ذلك يعتمد على وقائع وافتراضات غير صحيحة إلى جانب موروث ثقافي عتيق كان يرفض تعاطي المرأة مع المجتمع بأي شكل كان.
المشكلة التي يعاني منها المجتمع هو ضعف الوعي تجاه بعض القضايا، وبناء الرأي على الافتراضات والمخاوف وعدم القدرة على مقاربة أي قضية، والخوف من ردة الفعل، والاعتماد على ثقافات قديمة قد تمنع أو تحرم باسم الدين، من دون دليل شرعي واضح.
«العواطف» تتحكم بشكل كبير في مواقف المجتمع تجاه بعض القضايا نظراً لضعف التوعية وعدم تلقي المعلومات الصحيحة، والاعتماد على ما يقوله الآخرين وما يتداول في المجالس، وبالتالي فإن أي قضية يقف خلها معارضة كبيرة تدل على وجود أشخاص يستخدمون أدوات تأثير تعزف على وتر الدين والعادات والتقاليد وغيرها من الأمور التي تؤثر في مواقف الأشخاص من القضايا الجدلية، ولنعلم يقيناً، أن محاولة تأثير الأشخاص على بعضهم البعض لتبني موقف من قضية معينة يدل على ضعف حجة وعدم القدرة على الإقناع بالمبررات المنطقية، ومن المهم أن تكون المواقف مبنية على المنطق لا على العاطفة.
أي قضية جدلية يقف ورائها حزبين، الأول يؤيدها ويدافع عنها والآخر يرفضها ويعزز رفضه بـ «قناعات» معينة، لكن في المنتصف عادة يكون هناك محايدون ينظرون إلى الأمور بنظرة واقعية تتحمل الإيجابيات والسلبيات، وتتعاطى مع كل الظروف المحيطة بأي قضية، وهذا ما يحتاج أن يستمع إليه رجل الشارع العادي، ليفهم الظروف المنطقية وليست المنحازة للعاطفة.
فهد القثامي
أضف تعليق