الصورة الذهنية عن حي النظيم في الرياض «سابقاً» كان يشوبها بعض السلبية، عندما تقول «حي النظيم» يتبادر إلى ذهنك في وقت مضى حي غير مكتمل الخدمات ويعاني من المشكلات، غير أن الواقع بدا يتغير يوماً عن يوم، وما فعله سكان الحي والمحبين له يخجل الكثير في أحياء الرياض الأخرى، خصوصاً على مستوى العمل التطوعي الجماعي والمبادرة والتعاون، ويدرك الكثير أن خلف هذه المجموعات قيادة تشع بياض ومحبة انعكس على أداء المتطوعين في الحي والمبادرين.
واحدة من المبادرات التي أطلقها مجلس حي النظيم التطوعي هي مبادرة «باسقة» شارك فيها لجنة التنمية الاجتماعية وعمدة الحي وعدد من مديري مدارس الحي وعدد من المواطنين بمشاركة الأطفال. والحملة مدتها شهر وتهدف إلى سقي النخيل والشجر الموجود على شارع المحيط والذي زرعته البلدية وأهملت سقايته حتى أوشك على الهلاك بسبب الإهمال، والملفت للنظر إسهامات محبي الحي في المبادرة وتبرعهم بالمياه على رأسهم عمدة الحي.
المبادرة هي واحده من انجازات كثيرة لمجلس حي النظيم التطوعي، والموقع الإلكتروني للمجلس يعكس تنظيماً رائعاً وعملاً نموذجياً لا يوجد في أحياء أخرى، وهو يدل على وعي وثقافة القائمين على المجلس والعاملين فيه، ولم يكن تركيزهم على العمل التطوعي الميداني إنما عززوا ذلك بالتوعية والتثقيف وأنتجوا مجلة «النظيم» التي يسعون من خلالها إلى التوثيق والتوعية وهو أمر يحتاج إلى موازنات ربما مثلت أمامهم حاجز لم يتجاوزوه إلا بالعزم والإصرار ومحبة الخير.
«العمل التطوعي الجماعي» لا ينتجه ولا يتقنه إلا نفوس طيبة محبة للخير، لا تسعى لمقابل أو لمصلحة شخصية، وهذا هو حال مجلس حي النظيم التطوعي، الذي أخجل بقية المتحفزين للعمل التطوعي في الأحياء الأخرى، فالتطوع إن لم يكن مصحوباً بالمبادرة والجماعية لا يمكنه أن يحدث تأثيراً.
المتطوعون في حي النظيم حركوا المياه الراكدة، دفعتهم المسؤولية ومحبة حيهم إلى الاجتماع على عمل الخير، والسعي لترسيخ ثقافة العمل التطوعي، فيجب أن يكونوا نموذجاً يحتذى به، ويحظون بالتكريم والرعاية والدعم، فالمسؤولية الآن تقع على عاتق الجهات المعنية من بلدية أو أمانة لدعم هؤلاء فبيئة العمل في حي النظيم مهيأة تماماً ونواة لمن يريد مجتمع مثالي أفراده يهتمون لبيئتهم ومكانهم ويحرصون على التعاون في عمل الخير.
فهد القثامي
أضف تعليق